مرحباً، أنا حيدر المحرابي، رسام عراقي أمريكي، ولدتُ في بغداد وأعيش وأعمل في العاصمة الأمريكية واشطن. من خلال لوحاتي، بوسعكم أن تكونوا أبطالاً في قصص نجيب محفوظ، ومقاومين في شعر درويش، وعاطفيين في أغاني أم كلثوم! في محتويات هذا الموقع تستطيعون إيقاف الزمن، والغناء مع السيّاب أنشودته المبللة، والجلوس عند سفح دجلة الخير لتحية الجواهري، كما ستكونون ذلك المودّع فيروز عند الباب، والصنايعية الذين غنّى لهم سيّد درويش في صباحات القاهرة المشرقة.
تمتاز لوحاتي بقصة تخاطب المتلقي مباشرة. الخط العربي بأنواعه والجسم البشري واللون، عناصر أساسية اعتمدها في صياغة أفكاري قبل ترجمتها على قماشة اللوحة. فكما أن الموسيقى تستطيع عبور الحدود حين تصل لمشاعر الناس أينما كانوا، حاولتُ أن أخلق ذات الأجواء، لكن بالشخصيات واللون والكلمات، تاركاً للمشاهد فسحة الخيال الموسيقي الذي يؤلفه ويرتضيه. إذ تُشكل شخصياتٌ سياسية وفنية وثقافية مادةً دسمة استعملتها كأداة “عالية التوصيل” للحكايات التي تتعلق تارة بالمشاعر الشخصية، كما هو الحال في لوحات “أم كلثوم” و”فيروز”، وتارة أخرى بالوضع الأدبي، كلوحات “نجيب محفوظ” و”السياب” أو بالوضع السياسي كلوحة “نحن الشعب” و”أم المغدور”. إن الكلمات المكتوبة على سطح اللوحة والمتداخلة في أجزائها الأخرى لم تخضع لقواعد الخط العربي المعروفة، بل تحاكي تكوين الشخصية المرسومة ومزاجها. فالغرض الأول من وجود الكلمات مع الشخصية هو نقل الحكاية!
عُرضت لوحاتي في قاعات فنية عدّة، منها قاعتي “Red Raven Art” و”Artisans Gallery” في ولاية بنسلفانيا، وكذلك في المركز الثقافي العراقي بالعاصمة واشنطن. كما عُرضت في “دار الأندى” و”قاعة الأورفلي” و”جاليري رؤى 32″ في الأردن. بالإضافة إلى مشاركات أخرى.
ولعلّ اهتمامي بالحكاية داخل لوحتي والحرص على ترجمة مشاعرها بصدق يعود لخلفيتي الصحفية ومجال عملي التلفزيوني. فقد درستُ الصحافة الإعلام، وعملتُ مراسلاً تلفزيونياً في العراق والأردن، ومخرجاً للأفلام الوثائقية وكاتب سيناريو، ومن ثم مذيعاً للأخبار ومقدماً للبرامج في قناة الحرة الأمريكية في الولايات المتحدة. لقد أثرَتْ الخبرة المتراكمة في السعي وراء المعلومة والأمانة في نقلها على أعمالي الفنية، فاختيار الشخصيات لم يكن عشوائياً، كما أن انتقاء كلماتهم لم يكن مصادفة البتّة. فاللوحة عندي حَدَثٌ. والبحث عن الشخصية وما قالته، خبرٌ. وأدوات الرسم من ألوانٍ وقماش ومواد مختلفة تمثل أسئلته الستة. أما إذاعته للجمهور، فهو التوقيع الصغير في أقصى زاوية اللوحة، والذي يتحمل – حين يوضع- كامل المسؤولية عن الكلمات في غياب أصحابها.
Leave a reply